أخبارالوزاراتسلايدر

لودريان في بيروت لحل الأزمة اللبنانية

وصل المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، الأربعاء، إلى لبنان للمساعدة في إيجاد حل “توافقي وفعال” للأزمة التي تفاقمت، خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020 وفشل النخب السياسية في 14 يونيو/ الجاري للمرة الـ12 من انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وبقيت البلاد حتى الآن بدون رئيس عقب انتهاء ولاية الرئيس ميشيل عون.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية /أكتوبر، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكنه منفردا من إيصال مرشحه إلى المنصب.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن لودريان، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة خمسة أعوام حتى 2022، سيُكلف بالمساعدة في إيجاد حل “توافقي وفعال” للأزمة اللبنانية التي تفاقمت خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من /أغسطس 2020.

وبحسب باريس، هناك حاجة ملحة “للتوصل إلى نوع من التوافق” للسماح بانتخاب رئيس للبنان الذي يشهد حالة فراغ رئاسي منذ أكثر من سبعة أشهر بسبب العراقيل السياسية في نظام ذي توازنات معقدة، وللإسراع في تنفيذ “الإصلاحات الضرورية”.

وفشل البرلمان اللبناني منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية تشرين الأول/أكتوبر، وعلى مدى 12 جلسة في انتخاب رئيس، وسط انقسام بين فريق مؤيد لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، وآخر معارض له، وتباينات داخل كل فريق، ووجود مستقلين.

وحسب الرئاسة الفرنسية، فإن الخروج من الأزمة “يتطلب أكثر من اتفاق على اسم”. ويؤكد قصر الإليزيه منذ أشهر أن ليس لديه مرشح لخلافة ميشال عون.

وبينما يبدو الملف اللبناني غائبا عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي، تقود فرنسا، بلا جدوى، منذ أشهر حراكا لتسريع انتخاب رئيس.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن لودريان وصل إلى بيروت “في زيارة يجري خلالها لقاءات ومحادثات مع قيادات رسمية وحزبية وسياسية تتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

ومن المفترض أن تستمر زيارة لودريان ثلاثة أيام. وسيلتقي مساء الأربعاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله الرئيسي.

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أن “لودريان لن يقدم حلولا لكنه يسعى لأن يقوم بدور محفز” للوصول إلى حل للأزمة.

ويذكر أن لودريان زار لبنان مرارا حين كان وزيرا للخارجية في إطار جهود فرنسية لدعم لبنان على تجاوز أزماته.

و عين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لودريان مبعوثا خاصا للبنان للمساعدة في إيجاد حل “توافقي وفعال” للأزمات اللبنانية المتتالية، وآخرها الشغور في منصب الرئاسة.

وأجرى لودريان يوم الجمعة الماضي محادثات مع وزيرة الخارجية الفرنسية الحالية كاترين كولونا شاركته خلالها معطيات حول المناقشات التي أجرتها في الأشهر الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين.

وفي نفس اليوم، كانت الأزمة السياسية اللبنانية في صلب المحادثات بين ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مأدبة غداء. وشدد المسؤولان على “ضرورة وضع حد سريعا للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان”.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان مساء الجمعة إن عدم انتخاب رئيس منذ ثمانية أشهر “يبقى العائق الرئيسي أمام معالجة الأزمة الاجتماعية الاقتصادية الحادة” التي يعانيها لبنان.

ويدعم حزب الله وحليفته حركة أمل برئاسة بري وكتل أخرى صغيرة وصول الوزير السابق سليمان فرنجية، المقرب من دمشق إلى سدة الرئاسة.

في المقابل، ترفض أحزاب مسيحية أبرزها حزب القوات اللبنانية ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، والتيار الوطني الحر حليف حزب الله المسيحي الأبرز، وصول فرنجية.

وحضر خلال جلسة الانتخاب الأخيرة قبل أسبوع كافة أعضاء المجلس النيابي، لكن دورة التصويت الأولى لم تثمر في انتخاب رئيس مع حصول فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، المدعوم من كتل وازنة بينها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على عدد أصوات متقارب.

ومع بدء احتساب الأصوات، انسحب عدد من النواب على رأسهم كتلتا حزب الله وحركة أمل ليطيحوا بنصاب الدورة الثانية، في سياسة اتبعوها خلال الجلسات الماضية. ويتهم كل فريق الآخر بمحاولة فرض مرشحه وبتعطيل انتخاب رئيس فيما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية.

ويدعو حزب الله إلى حوار يؤدي إلى توافق على رئيس.

في عام 2016، انتخب عون رئيسا بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي واستناداً إلى تسوية سياسية بين الحزب وخصومه.

ومنذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، في وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهيارا اقتصاديا صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، ويشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي.

زر الذهاب إلى الأعلى