المرأة والمنوعات

لها ومعها”.. مشروع يغير حياة النساء والفتيات ويحوّل الوعي إلى تمكين حقيقي


“لها ومعها”.. مشروع يغير حياة النساء والفتيات ويحوّل الوعي إلى تمكين حقيقي

✍️ بقلم: طه المكاوي

في مساحة تعليمية آمنة، غيّرت شيماء بيومي، إحدى سيدات مصر القديمة، قناعاتها تمامًا حول الزواج المبكر. ما كان مجرد اعتقاد تقليدي تحول إلى رفض حاسم بعد أن تعرفت على المخاطر الجسدية والنفسية للزواج المبكر خلال برنامج “المرأة العربية تتكلم”.

وليس شيماء فقط؛ آلاف السيدات والفتيات في أربع مناطق بثلاث محافظات شهدن تحولًا مماثلًا بفضل مشروع “لها ومعها” الذي نفذته جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة، ليصبح نموذجًا حيًا لتحويل الوعي المجتمعي إلى تمكين حقي

1- مشروع “لها ومعها”: تمكين المرأة يبدأ من الوعي

أربع مناطق، ثلاث محافظات، برامج مصممة بعناية لتعزيز قدرات السيدات والفتيات وإشراك الرجال كجزء فاعل من الحل.

2- قصص ملهمة للتغيير

شهادات واقعية لمستفيدات ومستفيدين تكشف كيف يمكن للمعرفة أن تغيّر حياة المجتمع، بدءًا من الأسرة وحتى المحيط المجتمعي.

3- المؤتمر الختامي: استعراض إنجازات عام ونصف من العمل الميداني

فعاليات المؤتمر تشمل عرض نتائج المشروع، قصص نجاح، شهادات حية، وأفكار لتوسيع الأثر في المستقبل.

4- بيبرس: تمكين المرأة مسؤولية مجتمعية مشتركة

رئيسة الجمعية تؤكد أهمية إشراك الرجال وتغيير الصور النمطية السائدة لمواجهة العنف بكفاءة ووعي.

5- شراكات فاعلة لبناء قدرات مستدامة

التعاون مع الجمعيات الأهلية ومدرسة ابتكار خانة لضمان استمرار الأثر وتطوير مهارات فرق العمل.

على مدار أكثر من عام ونصف، منح مشروع “لها ومعها” آلاف السيدات والفتيات مساحة للتعلم، النقاش، والتعبير عن الذات. من القاهرة إلى الفيوم والأقصر، تعلّمن المشاركات كيف يكتسبن القوة من المعرفة، وكيف يمكن تحويل القناعات التقليدية إلى قرارات واعية تمنع العنف وتحمي حقوقهن.

تروي شيماء بيومي كيف تغيّرت حياتها بعد المشاركة في أحد فصول البرنامج، قائلة:
“أدركت أن الزواج المبكر يهدد حياة ابنتي ومستقبليها، وهذا الوعي منحني الشجاعة لأرفض وأرفض مجتمعياً ما كان يُنظر إليه كأمر طبيعي.”

بيبرس: الوعي قوة والتغيير ممكن

قالت الدكتورة إيمان بيبرس، رئيسة مجلس إدارة الجمعية، إن مشروع “لها ومعها” يمثل نموذجًا متكاملًا لتحويل الوعي إلى تمكين فعلي، حيث يشمل برامج مثل “المرأة العربية تتكلم” و**”أحلام البنات”**، ويستهدف رفع وعي النساء والفتيات بحقوقهن وبأشكال العنف المختلفة.

وأضافت:
“الرجال جزء لا يتجزأ من الحل. لذلك أدرجنا برامج مخصصة لهم لرفع وعيهم وتغيير الصور النمطية، وتشجيعهم على المشاركة في خلق مجتمع يحمي المرأة ويقدر دورها.”

شراكات محلية لضمان الاستدامة

تم تنفيذ أنشطة المشروع بالتعاون مع جمعيات محلية، أبرزها جمعية التيسير للرعاية الاجتماعية بالأقصر، إضافة إلى أكثر من 20 جمعية في بقية المناطق، إلى جانب برامج تدريبية مكثفة عبر مدرسة ابتكار خانة لبناء قدرات فرق العمل، لضمان استمرار الأثر على المدى الطوي

يؤكد مشروع “لها ومعها” أن التمكين يبدأ بالوعي، وأن التغيير الحقيقي يحتاج إلى مشاركة الجميع — النساء والرجال والمجتمع المدني. فبفضل الشراكة بين الجمعية والسفارة البريطانية والجمعيات الأهلية، أصبح الوعي ضد العنف وسيلة للتحول المجتمعي، ومصدر إلهام لمبادرات مستقبلية أكثر قوة وعدالة، تمنح المرأة مكانتها وتحقق التوازن بين الجنسين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى