إنفستجيت» ترسم خارطة دمج العقار والسياحة في مائدتها المستديرة الـ26

إنفستجيت» ترسم خارطة دمج العقار والسياحة في مائدتها المستديرة الـ26
✍️ بقلم: طه المكاوي
حين يتحول الاستثمار من مشروع إلى «تجربة حياة»
لم يعد العقار مجرد مبنى يُشيَّد أو وحدة تُباع، بل أصبح في الفكر الاقتصادي الحديث صناعة حياة متكاملة تتقاطع فيها الضيافة مع الرفاهية، والثقافة مع السكن، والسياحة مع التخطيط العمراني. هذا التحول الجوهري كان المحور الرئيسي للمائدة المستديرة الـ26
التي أطلقتها «إنفستجيت» في 8 أكتوبر 2025، تحت عنوان «من التراث إلى الآفاق: دمج فرص الاستثمار في العقارات والسياحة»، والتي لم تكن مجرد جلسة حوارية، بل أقرب إلى ورشة تفكير استراتيجية لصياغة مستقبل الاقتصاد المصري.
حوار نخبة صناع القرار: العقار لم يعد سلعة.. بل تجربة
انعقدت المائدة بفندق النيل ريتز كارلتون – قاعة «ألف ليلة وليلة»، بمشاركة واسعة من القيادات التنفيذية والمطورين والخبراء الحكوميين في قطاعي العقارات والسياحة. وأدار الحوار الأستاذ معتز صدقي، المدير العام لشركة «ترافكو هوليدايز»، بمشاركة كوكبة من كبار المسؤولين، من بينهم:
د. مهندس عبد الخالق إبراهيم – مساعد وزير الإسكان
المهندس خالد صديق – رئيس صندوق التنمية الحضرية
الدكتور مصطفى منير – رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة للتنمية السياحية
الأستاذ محمد يوسف – مستشار رئيس الهيئة العامة للاستثمار
الأستاذ هشام الدميري – العضو المنتدب التنفيذي لـ«إيجوث»
إلى جانب مشاركة قادة كبرى الشركات العقارية والفندقية مثل DCUD، السالم القابضة، أوراسكوم بيراميدز، جاز، الإسماعيلية للاستثمار، TLD، مدار للتطوير، فانتدج، برايم، براسبل للفندقة وغيرهم.
من النقاش إلى التوصيات: خارطة طريق لتكامل العقار والسياحة
اختُتمت الجلسات بإعلان 21 توصية استراتيجية جاءت بمثابة خطة وطنية لتسريع نموذج التكامل بين العقار والسياحة في مصر، وجاءت موزعة على خمسة محاور رئيسية:
أولاً: السياسات والتشريعات
تسريع إصدار القوانين المنظمة للتكامل بين القطاعين وعلى رأسها قانون تراخيص السياحة رقم (8) لسنة 2022.
توحيد إجراءات الترخيص عبر «الرخصة الذهبية».
تطوير حوافز استثمارية مشتركة للمشروعات العقارية السياحية
إطلاق خريطة قومية موحدة للمشروعات المندمجة.
ثانياً: تطوير القطاع العقاري
إلزام المطورين بدمج مكوّنات فندقية وسكنية فاخرة في المشاريع الجديدة.
تعميم نماذج المدن الذكية والتحول الرقمي.
التوسع في المجتمعات السكنية المتكاملة بالمحافظات والدلتا.
ثالثاً: تطوير القطاع السياحي
تحسين تجربة السائح شاملةً الوصول والمغادرة والخدمات.
التوسع في الفنادق التراثية ومشروعات الهوية الثقافية.
تنفيذ خطة إضافة 300 ألف غرفة فندقية جديدة لتحقيق مستهدف 30 مليون سائح سنوياً.
رابعاً: التوعية والترويج
تنويع منتجات السياحة لتشمل الترفيهية، العلاجية، البيئية، والمؤتمرات.
عقد شراكات دولية للترويج لمصر كـ وجهة استثمارية معيشية وليست مشاهدة عابرة.
خامساً: الكفاءة التشغيلية والربط اللوجستي
تطوير منظومة النقل الداخلي والربط بين الوجهات السياحية والعمرانية.
تكرار نموذج تطوير منطقة الأهرامات كمثال عالمي للتكامل الاقتصادي الثقافي.
مصر أمام فرصة إعادة صياغة نفسها كـ «وجهة للحياة»
لم تكن هذه المائدة مجرد توصيات، بل إعلاناً واضحاً بأن مصر تتحول من دولة تستقبل السائح إلى دولة تصنع له أسلوب حياة. ومن دولة تبيع العقار كوحدة، إلى دولة تبيع التجربة، والثقافة، والهوية، والانتماء.