صفقات القطيبي والمحرمي
كتب : عدلي شعيب
شهدت مجموعة شركات القطيبي للصرافة تحولاً جذرياً في الأشهر الأخيرة، تزامناً مع انضمام العميد عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي، كشريك رئيسي في المجموعة ،وتشير التقارير إلى استغلال عملية تحويل رواتب قوات العمالقة والقوات المسلحة بالعملة الصعبة لصرفها عبر القطيبي، مع الاستيلاء على الخصميات دون إيداع هذه الأموال في البنك المركزي، ما أثار جدلاً واسعاً حول شفافية هذه العمليات.والتوسع الأخير شمل افتتاح أكبر محلات لبيع الذهب في سوق طيبة بالرياض، أحد أبرز مراكز تجارة الذهب في المملكة، ليعكس تحول القطيبي من شركة صرافة إلى مجموعة اقتصادية معددة الأنشطة.
أرقام صادمة خارجية مشبوهة
كشفت تقارير موثوقة عن تحويل مجموعة القطيبي ما يقارب 239,776,992 دولاراً من البنوك المحلية إلى الخارج خلال عام 2023. وتأتي هذه الأرقام المثيرة للجدل في وقت تعاني فيه العاصمة عدن ومحافظات الجنوب من أزمات اقتصادية متفاقمة، تشمل انهيار الخدمات، وعجز الحكومة عن صرف مرتبات القطاعين المدني والعسكري للشهر الثاني على التوالي، مما زاد من تدهور الوضع المعيشي للسكان.
توسعات اقتصادية متعددة
إلى جانب تجارة الذهب، وسّعت المجموعة أنشطتها لتشمل مجالات جديدة، أبرزها الطيران والأمن. حيث افتتحت شركة “عدن للطيران” أول مكتب لها في مطار عدن الدولي، في خطوة تهدف إلى تعزيز حركة النقل الجوي وربط المدينة بالعالم. كما أطلقت المجموعة شركة “القطيبي أمنكم” للحراسات الأمنية، التي تُعنى بحماية المنشآت الأهلية والحكومية، بما في ذلك بنك القطيبي الإسلامي وشركات أخرى.
تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد في عدن
يثير هذا التوسع السريع والمتنوع لشركات القطيبي، بالتزامن مع الشراكة مع قيادات سياسية وعسكرية بارزة، مخاوف جدية بشأن تأثير هذه التحركات على الاقتصاد المحلي، و يأتي ذلك في ظل استمرار التدهور المعيشي، واتساع الفجوة بين القطاع الخاص المزدهر والقطاع العام المتعثر.وتتجه الأنظار الآن نحو الجهات الرقابية والسلطات المعنية لمعرفة مدى قدرتها على مواجهة هذه التحديات وضمان الشفافية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها عدن ومحافظات الجنوب.