برئاسة العسومي ..البرلمان العربي في حراك مستمر من أجل إيجاد الحشد الدولي اللازم لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية في غزة ونصرة القضية الفلسطينية
طه المكاوى
مع تراجع وخفوت وتيرة التفاعل الرسمي والشعبي وقلة الاهتمام بالقضية العربية الأكثر حساسية رغم تصاعد العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية ومرور 5 أشهر على أحداث غزة، كان جليا دور البرلمان العربي في دعم هذه القضية الهامة باعتباره قوة دفع شعبية لمنظومة العمل العربي وشريكاً فاعلاً في رسم السياسة العربية المشتركة خدمة للمصالح العليا للأمة العربية.
جهود البرلمان العربي برئاسة معالي السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي ظهرت بقوة منذ بدء الأزمة في 7 أكتوبر 2023، على كافة المستويات وفي كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية، حيث حرص رئيس البرلمان العربي على مناقشة الاحداث المتصاعدة وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل في كافة المباحثات الثنائية مع المسؤولين الدوليين وخلال اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي.
الى ذلك عقد البرلمان العربي منذ بدء الاحداث 3 جلسات لدعم القضية الفلسطينية منها جلسة خاصه بحثت تداعيات هذه الأزمة ونتج عنها عددا من القرارات أبرزها الدفع لوقف إطلاق النار واستمرار توصيل الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني.
الجلسة الأولى عقدت بتاريخ 14 أكتوبر 2023 حيث واكبت احداث السابع من أكتوبر وسيطرت المناقشات خلالها على الاحداث الدامية وحرب الابادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي وعمليات التطهير العرقي بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
وعقدت جلسة خاصة لفلسطين بعنوان (نصرة لفلسطين وغزة) بتاريخ 28 ديسمبر 2023 …. حيث صدر عنها عدة قرارات أبرزها الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف العدوان على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية وسرعة ادخال المساعدات الى أهلنا في غزة.
كما عقد البرلمان العربي الجلسة الثانية من دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث 21 يناير 2024والتي كانت فلسطين على أولوية جدول الاعمال.
وأصدر البرلمان العربي ما يقارب من 100 بيان منددة بالمجازر الإسرائيلية، وأرسل (75) نداءٌ الى برلمانات أوروبية وإقليمية، لمناشدتهم حث دولهم للضغط على كيان الاحتلال الاسرائيلي لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة.
كما وجه البرلمان العربي عدد من الرسائل بشكل دوري عقب كل جلسة ( ما يقارب من 18 رسالة)، للمطالبة بوقف العدوان واطلاق النار وإدخال المساعدات لقطاع غزة، ومحاسبة كيان الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ، ورئيس البرلمان الأوروبي، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، ورئيس برلمان عموم افريقيا.
وفي هذا الشأن تلقى البرلمان العربي رسالة من المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان والذي أكد فيها، مواصلته الدعوة لوقف إطلاق النار الفوري والإيصال الفوري والفعال للمساعدات الإنسانية واحترام القانون الدولي والمعاملة الانسانية والإفراج عن الرهائن، وسيواصل مناشدة كافة الدول والكيانات والأفراد ذات التأثير على أطراف النزاع لبذل كل ما في وسعهم لإنهاء هذه المعاناة، وإنهاء الاحتلال ومحاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان وتحقيق العدالة للضحايا).
كما وجه البرلمان العربي خطابا الى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال، بحق المدنيين العزل، إلى جانب الزيارات التي قام بها البرلمان الى البرلمانات الأخرى وعرض القضية الفلسطينية وحرب غزة في كافة المحافل الدولية.
وقام البرلمان العربي بتكريم دولة جنوب إفريقيا ومنح رئيسها سيريل رامافوزا (الوسام الدولي) باسم الشعب العربي وهو أرفع وسام يقدمه البرلمان العربي للزعماء والقادة الدوليين، على ما قدمته من دعم للقضية الفلسطينية، والخطوة الشجاعة باسم الانسانية، التي قامت بها برفعها دعوى أمام محكمة العدل الدولية، ضد (كيان الاحتلال الاسرائيلي)، والتي تتهمها بارتكاب جريمة “إبادة جماعية” ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمرافعة التاريخية التي قدمتها أمام المحكمة والعمل من أجل حشد المجتمع الدولي لتوضيح ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية وأبعادها القانونية، وتشكيل فريق من الخبراء القانونيين والاكاديميين والمحامين من المؤسسات والجمعيات العربية المعنية لدعم الموقف المشرف لدولة جنوب إفريقيا.
وأكد البرلمان العربي في ابرز القرارات التي صدرت عنه والخاصة بفلسطين مساندة التحرك القانوني والدبلوماسي الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، ونيل الاعتراف بدولة فلسطين ودعوة الدول التي لم تعترف بها إلى القيام بذلك.
وطالب بمعاملة سلطة الاحتلال على اعتباره كيان استعماري، ونظام فصل عنصري.
وشدد على ضرورة تدويل قضية الأسرى، لبحث حقوقهم وتوفير الحماية لهم، في ظل ما تشهده قضية الاسرى من خطوات تصعيدية خطيرة وغير مسبوقة.
ودعا لتشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة سجون الاحتلال، والوقوف على الانتهاكات والممارسات التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلين من قبل سلطات الاحتلال ، والضغط على سلطات الاحتلال لوقفها، وإلزامها بالإفراج الفوري عن الأسرى وتطبيق القانون الدولي وتوفير الحماية اللازمة لهم خاصة اتفاقية جنيف الرابعة.
كما دعا كل البرلمانات في العالم الى رفض العدوان والقتل والابادة الجماعية والتدمير والتهجير، التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة، تعبيراً عن ارادة القانون الدولي وارادة شعوبهم.
وطالب الأمم المتحدة أن تضطلع بمسؤولياتها الدولية والقانونية وذلك وفق مقررات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ورفض استهداف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل.
واكد ضرورة العمل بكل السبل لوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب العربي الفلسطيني.
وطالب بضرورة العمل الفوري لتنفيذ قرار مجلس الأمن ٢٧٢٠، والقرار ٢٧١٢، وإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتوفير الغذاء والمستلزمات الطبية ومقومات الحياة الكريمة، عبر ممرات إنسانية فورية، وبآلية أممية.
وشدد على رفضه التهجير بكل أشكاله والنزوح الداخلي القسري، والعمل لإعادة النازحين إلى مواقع إقامتهم الباقية والمهدمة.
وفي خضم الاحداث المتصاعدة كان لرئيس البرلمان العربي موقف واضح وشجاع حيث قام بالانسحاب اثناء كلمة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي المنتهية ولايته في افتتاح اعمال الجمعية ال 147 للاتحاد التي عقدت في أنجولا أكتوبر الماضي والذي دعم فيها ما تقوم به قوة الاحتلال الغاشمة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جهود البرلمان العربي لم تقتصر على هذا الجانب فقط، حيث حرص رئيس البرلمان عادل عبد الرحمن العسومي على مواصلة الجهود ولم يكل ولم يمل لحظة في مواصلة الدعم لهذه القضية الأهم عربيا، وقام بتفعيل الدبلوماسية البرلمانية على أكمل وجه لدعم ونصرة القضية الفلسطينية.
قام رئيس البرلمان العربي بزيارات عديدة خلال هذه الفترة الى عدد من الدول والبرلمانات الإقليمية والدولية وقام بجهود كبيرة من أجل إيجاد الحشد الدولي اللازم لوقف المجازر اليومية التي ترتكب بحق الفلسطينيين والتي راح ضحيتها آلاف من الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء.
ودعما للتحركات البرلمانية العربية لتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي اعلن رئيس البرلمان العربي عن تشكيل لجنة مشتركة من البرلمان العربي ومجلس النواب المصري لتوثيق هذه الجرائم … جاء ذلك بعد اجتماع مشترك بين البرلمان العربي ولجنة حقوق الانسان بمجلس النواب المصري برئاسة معالي النائب طارق رضوان.
ومن ابزر زيارات معالي رئيس البرلمان العربي خلال هذه الفترة :
-مشاركة رئيس البرلمان العربي في اعمال الجمعية العامة ال 147 للاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في أنجولا أكتوبر الماضي حيث أكد في كلمته ان الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال وصمة عار على جبين المجتمع الدولي ويفرض شريعة الغاب على حساب قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ….. كذلك سجل رئيس البرلمان العربي تحفظه التام على كلمة رئيس الاتحاد البرلماني الدلي المنتهية ولايته لتحيزه الاعمى ودعمه لجرائم الحرب التي تقوم بها قوة الاحتلال الغاشمة بحق المدنيين الأبرياء من شعب فلسطين.
-وخلال مشاركته في اجتماع رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني بدول مجلس التعاون الخليج لدول الخليج العربي والذي عقد نوفمبر الماضي بدولة قطر أكد ان حالة الصمت الدولي تجاه الوضع في غزة تعكس بشكل فج ازدواجية المعايير التي تتبعها الدول الكبرى تجاه قضايا منطقتنا العربية.
-وخلال شهر نوفمبر الماضي عقد رئيس البرلمان العربي مؤتمر صحفي بحضور مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية للإعلان عن خطة البرلمان العربي للتحرك الدولي لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ورفع شكوى باسم الشعب العربي للمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية.
- كما قام رئيس البرلمان العربي على رأس وفد برلماني رفيع المستوى بزيارة إلى معبر رفح البري شمال سيناء، لتفقد المساعدات كذلك قام بزيارة الجرحى والمصابين في مستشفى العريش حيث اكد ان ما نقله الاعلام لا يمثل سوى جزء ضئيل من جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين.. ديسمبر الماضي
-وخلال مشاركته في حفل الاطلاق الرسمي للخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الانسان التي عقدت بالمغرب ديسمبر الماضي والذي اكد خلالها ان بعض الدول الكبرى في تعاملها مع ما يحدث في غزة ألقت بمباديء القانون الدولي في مزبلة التاريخ والنظرة الدولية الى القانون الدولي الإنساني تحتاج الى تغيير جذري.
-وخلال مشاركته في اجتماع لجنة فلسطين بالجمعية البرلمانية الاسيوية بالعاصمة الإيرانية طهران يناير الماضي اكد ان القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها ودعا المجتمع الدولي لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل والتي حولت قطاع غزة الى مقبرة جماعية.
-وخلال لقائه رئيسة برلمان أذربيجان على مشاركته كمراقب دولي في متابعة الانتخابات الرئاسية المبكرة هناك فبراير الجاري طالب بموقف قوي للشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز لوقف العدوان الغاشم على غزة ونصرة القضية الفلسطينية.
-وخلال مشاركته في افتتاح المؤتمر البرلماني للتعاون بين العالم العربي وافريقيا وامريكيا اللاتينية الذي عقد بالمغرب فبراير الجاري دعا بعض الدول الافريقية وبعض دول أمريكا اللاتينية التي ما تزال داعمة للاحتلال الى مراجعة موقفها والانتصار لمباديء الحق الإنسانية التي تجسدها عدالة القضية الفلسطينية.