المحافظات

عدلى شعيب يكتب رؤية تنموية للحد من الأمية

 تعد الأمية من أخطر القضايا المجتمعية التى تهدد المجتمع وسلامة الإجتماعي وتمثل الأمية في مصر حوالى نصف أعضاء المجتمع طبقا لتقدير جهاز التعبئة العامه والاحصاء الصادره مؤخراً حيث رصد التقرير اجمالي نسبة الامية وصلت46.8 % وتمثل الاناث نسبة 30.8% و والشباب  16% اى ا ن فى مصر 46800  مليون امي اي اقل من نصف القوة البشرية تعاني من الامية الهجائية الذين لم يجدوا خظاً من التعليم .

وتمثل الأمية السبب الثانى لتدنى ترتيب مصر في تقرير التنمية البشرية بعد ارتفاع معدل النمو السكانى ولا ينكر أحد خطر الامية على المجتمع والسلام الاجتماعي حيث تشكل اخطار جمه من ضمنها انتشار البطالة والفقر ، و إهمال أبسط القواعد الصحية وانتشار الأمراض وانتشار الجرائم والتطرف والارهاب التى تعاني منه مصرنا الغالية وندفع ضريبتة الان ضريبة الروح والوقت والمال

ويمثل إرتفاع نسبة الأمية إحدى وسائل صيد تيار الإسلام السياسى أو التيارات الإرهابية لإستغلال هؤلاء فى تدمير الوطن.

لذا كان من الضرورى أهمية الاستعانة بالتجارب الدولية لمحو الأمية ومن بين هذه التجارب التى نهضت بالقضاء على الأمية.

ففى ماليزيا، تبنى مهاتير محمد برنامج عملى لمحو الأمية من خلال مهمة لكل طالب جامعي محو أمية شخص واحد على الأقل أسبوعياً الأمر الذى ساهم فى خفض نسبة الأمية فى ماليزيا من 47% عام 1970 الى 6% فى عام 2000.

أما دولة كوبا وهى مثال آخر لتبنى برنامج عملى لمحو الأمية خلال عام حيث تعهد فيدل كاسترو رئيس وزراء كوبا أمام الأمم المتحدة أنه سيقضي على الأمية في عام واحد من خلال إعلان وتكوين حملة تحت شعار “إذا كنت متعلماً فعلم غيرك وإذا لم تكن متعلما فتعلم”.

الحمله ضمت ما يقارب من 120 ألف و 100 ألف طالب متطوع من طلبة المدارس واتجهت الإدارة فى كوبا إلى ربط التربية بالعمل المنتج المنظم فى حقول الإنتاج نفسها، ودفعت بالآلاف من الطلاب إلى الجبال للمشاركة فى حصاد القمح.عام 1961.

اما تجربة باكستان بإعتمادها على فرق الكشافة في مقاطعة بلوشستان الباكستانية لمساعدة الفتيات على الإلتحاق بالمدرسة وكان الهدف من المشروع خفض نسبة الأمية بين الإناث في المقاطعة التي وصلت الأن الى أقل من 10%.

 وكان الكشافة يذهبون من منزل الى منزل في القرى لمتابعة مدى مواظبة الفتيات على الذهاب الى المدرسة والتحدث مع أرباب الأسر لاقناعهم بالسماح لبناتهم بالالتحاق بالمدرسة.

أما تجربة أندونيسا في القضاء على الأمية فقامت  بخدمات محو الأمية للراشدين، فتقدم من خلال برامج محو الأمية الوظيفية حيث يتعلم الراشدون مبادئ القراءة والكتابة والحساب. ويتناسب المحتوى مع حاجاتهم اليومية. فمثلا يتعلم الراشدون من صيادي السمك الحساب بعد ثمن الأسماك التي يصطادونها في اليوم. ويتعلمون قراءة الحروف من خلال قراءة أسماء سفن الصيد وكتابة أسماء بعض أنواع الأسماك. وبهذا يشعر المتعلمون الجدد بأهمية الاستخدامات العملية للأرقام والحروف التي يتعلمونها.

أما تجربة الهند قاموا بإنشاء فصول دراسية وسط زحمة أرصفة محطات القطار وأعتبرتها الوسيلة الوحيدة التي تمكن الاطفال الهنود الذين يعتاشون على الشحاذة وتلميع الأحذية وحمل الأمتعة في محطات القطار وكانوا يمزجون حكاية القصة والغناء والرقص في دروس القراءة والكتابة والحساب.

أما بنجلاديش فبدأت تحربتها عام 1985بإنشأت34.000 مدرسة تتكون من غرفة واحدة واثاثها حصيرة تديرها لجنة بنجلاديش لتنمية المناطق الريفية التحق بها نحو مليون من الأطفال الفقراء من أبناء الفلاحين الذين لا يملكون أرضا، الغالبية العظمى من الفتيات وقامت التجربة بأقل كلفة ممكنه وحققت التجربة نجاح غير عادي.

أما فيتنام خصصت ثلث الميزانية العامة للتعليم الأبتدائي والتدريب وخصصت صندوق للتعليم الأبتدائي تبرع به المجتمع عامة بما يعادل الميزانية التي خصصتها الدولة وعممت التعليم الأبتدائي للأطفال بين سن 6-14 عاما وتعهدت بأن نسبة99% من الأطفال بين سن 6-11 عاما ملتحقون بالمدرسة.

بينما كوريا الجنوبية شهدت تغيراً جذرياً في معدلات الأمية خلال الـ 60-70 عاما الماضية، حيث تجاوزت نسبة الأمية في ثلاثينيات القرن العشرين 70%، أما الآن فهي أقل من 2%، وذلك عن طريق نظام القيم لدى الشعب الكوري. حيث أن التعليم يأتي في مقدمة أولويات الكثير من الكوريين عبر التاريخ.

أما كوريا الشمالية ركزت الجهود على رفع مستوى المعلومات العامة للعاملين إلى مستوى خريجي الجامعة. وانتهت المرحلة الأولى لمحو أمية الكبار عام 1949م، بإنشاء معاهد لحملات محو الأمية. وفي المرحلة الثانية بين 1949-1959م تم رفع عدد المدارس الأبتدائية الشعبية في الورش والمصانع والمناطق السكنية. وهدفت هذه المدارس إلى الحيلولة دون عودة الدارسين إلى الأمية ثانية.كما تم إنشاء الكليات الملحقة بالمصانع. واتيح للعاملين الالتحاق بالدراسة دون الحاجة إلى الانقطاع عن الأنشطة الإنتاجية، كما أنشئت كليات المزارعين والصيادين، والتعليم الجامعي المسائي، والتعليم بالمراسلة.

ومن العوامل التي ساعدت في عملية محو الأمية في الصين إدراك الفلاحين حقيقة أن الإنتاج يعتمد على العلم والتكنولوجيا، وأن التعليم يحسن ظروف المعيشة في الريف، وتعميم التعليم الابتدائي، ووجود نظام متكامل للتعليم في الريف.

ومن الأنماط المستخدمة في تعليم الكبار في الصبن: تعليم الكبار في وقت الفراغ مثل المدارس الليلية، ومجموعات تعليم القراءة، وتفريد التدريب، ومزيج من التعليم بنظام التفرغ الكلي والتفرغ الجزئي (أي الدراسة وقت الفراغ) والدراسة بنظام التفرغ الكلي.

ومن عوامل نجاح روسيا في محو الأمية رغبة الأميين الشديدة في الدراسة ومحو أمية الدارسين وتثقيفهم العام في آن واحد و التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والجذرية حيث كانت الحملة على مستوى الدولة وتدريب المعلمين لتعليم القراءة والكتابة لجميع الجنسيات بطرق سهله .

اما تجربة الولايات المتحدة الامريكية فكانت تقوم بتقديم التعليم الاساسي ومحو الامية للكبار بهدف انخراط طلاب الجامعات في الجهود المحلية للتغلب على مشكلة الامية،

ويلتحق هؤلاء الطلاب بمقررات ساعات معتمدة للعمل مع الراشدين الذين يحتاجون الى مهارات اساسية ويرغبون في مواصلة الدراسة، والالتحاق في برامج محو امية الاسرة وتنمية مهارات الاستعداد للوظيفة والتحسن في الوظيفة. ويتم توزيع الطلاب مع الدارسين الراشدين. ويقوم شركاء من التعليم العالي ومحو الامية بالاشراف على الانشطة التعليمية

وبما ان محو الأميّة حقاً من حقوق الإنسان، وأداة من أدوات تعزيز قدراته الشخصية، وتحقيق التنمية البشرية والاجتماعية. كما أنه عامل ضروري لرفع المستوى المعيشي والوعي الصحي، وضمان التنمية المستدامة، ونشر الأمن والسلام في العالم.

وبما ان الدستور المصري وضع تكليف على الحكومه أن تضع برنامج زمنى للقضاء على الامية فعلي الحكومه أن تحشد كل أمكانيات وطاقاتها  والاستفادة من تجارب هذه الدوله للقضاء على هذا الغول المدمر غول الأمية  المتضرر منه كل أفراد المجتمع .

مع ضرورة تغير سياسة هيئة محو الأمية وتعليم الكبار سوتحويلها لوزارة وفتح فصول دائمة طوال اليوم بكل القري والنجوع وعودة الكتاتيب بمشاركة كل مؤسسات الدوله بما فيهم مؤسسات المجتمع المدني وبث قناة فضائية لتعليم الأميين بطرق مختلفة ومتنوعه والاعلان عن مواعيدها وتخصيص أماكن دائمة للأمتحانات الفورية وتسهيل التحاقهم بالتعليم النظامي مع التوسع في مدارس التعليم الاساسي  #

زر الذهاب إلى الأعلى